رؤية الكلية الدلالة الأساسية من وراء إنشاء كلية الألسن هو تخريج شباب متمكن في اللغات التي تتحدثها الشعوب ذات الثقل الجغرافي والثقافي والحضاري في العالم، مما يعين على التواصل الحضاري والثقافي والاجتماعي وكذلك الفكري. فالتواصل عبر اللغات الحية من أهم أدوات العصر التي تعين على التقدم والتعايش الخلاق بين الشعوب. كما أن بناء مجتمع متقدم في مصر لا يمكن أن يتم دون التواصل الفعال مع الدول المتقدمة التي تحيط بنا في القارة الأوربية، وكذلك الشعوب الواعدة في آسيا مثل الهند وكوريا الجنوبية والصين وروسيا. فنرى أن إتقان اللغات الرئيسة التي تتحدثها الدول الناهضة مثل: الصين والهند والكوريتين وروسيا من الضرورات الملحة في عالمنا الذي فيه نعيش الآن. فنحن نرى أن الهند تخطو خطوات جبارة نحو التقدم العلمي والتقني، ونرى الصين اليوم من أكبر اقتصادات عالم اليوم. نرى أيضًا أن اللغات الإفريقية مهمة جدًا، فنحن في حاجة إلى العلم باللغات الإفريقية المهمة اليوم. ألا نرى من حولنا كيف كان إهمالنا للقارة الإفريقية من أسباب تقسيم السودان، وإغراء إثيوبيا - أهم الدول الإفريقية بالنسبة لمصر – على العمل على التصرف وحدها – وهي دولة المنبع – في مياه النيل. لقد عادت روسيا لتصبح القوة الثانية الكبرى بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وربما تسبقها في مجال التسلح والموارد الطبيعية. ومن ثم كانت اللغة الروسية من اللغات الأجنبية المهمة جدًا في عالم اليوم. نرى أيضًا أن اللغة الإسبانية من اللغات المهمة خاصة بالنسبة للحضارة العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة، نظرًا لارتباط الحضارة المصرية بالحضارة الأوروبية عامة والإسبانية خاصة منذ القدم، ويكفي أن نذكر الأندلس. ومن اللغات التي يجب أن نخصص لها الإمكانات لتعلمها هي اللغة البرتغالية؛ فهي لغة البرازيل أكبر دول أمريكا الجنوبية، ومن أكثر الدولة تقدمًا في قارة أمريكا الجنوبية، ومن ضمن الدول الواعدة مثل الصين والهند. من ثم تصبح اللغة البرتغالية من اللغات التي يجب أن يتعلمها العربي اليوم في كلية الألسن.